تعظيم حرمات الله هو الدين كله، ولم تتواطأ افئدة المسلمين على شعيرة يعظمونها مثل تعظيمهم لحرمة شهر رمضان المبارك.
وهذا التعظيم لهذا الشهر الكريم مقام جليل اورثه الله هذه الامة المجتباة،
وحسبنا قول الحبر ابن عباس “وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدارس جبريل القرآن في رمضان كل يوم”،
لكن الازمنة المتأخرة ساقت الينا ما يكاد يخرج الامة من هذا المقام الكريم.
فما ان يدنو الشهر المبارك وتقترب لياليه الا وتتناثر اعلانات الفضائيات تناثراً مذموماً لا نتردد لحظة أن نقول عنهم “دعاةٌ على أبواب جهنم” مسلسلات درامية وفكاهية وغيرهما تحمل في طياتها من الفجور والخنا وخبيث القول وسوء المعتقد وضلال النزعة وفساد الاثر ما لا لقلوب المسلمين بحمله في الدنيا فكيف بتبعاته في الاخرة.
ان النكاح أحلّّ شيء في المباحات فهو هدى الانبياء ومن سنن المرسلين، وزوجات نبينا عليه السلام هن امهات المؤمنين واطهر نساء العالمين، ومنهن من تولّى الله تزويجها نبيه صلوات الله وسلامه عليه، ومع ذلك ثبت من سنته عليه السلام انه كان يعتزل نساءه في العشر الاواخر من رمضان
.( ... آمِنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
يجب ان يدرك القائمون على تلك الفضائيات أن ما هم فيه جرم عظيم بحق انفسهم وبحق امتهم والايام تطوى والارواح تقبض والاموال تنفد والموعد الله، ويجب ان يدرك اهل العلم انه متى ما ثبت لاحدهم ان تلك الفضائيات تجعل منه طريقاً لتحقيق مرادها الآثم وجب عندها التوقف عن المشاركة معهم ولو تحت ظل الكعبة فالمكان لا يشفع للنية السيئة ولهذا أُمر الرسول صلى الله عليه وسلم بألا يقوم في مسجد الضرار لسوء نية من شيّده وبناه وتكفينا آية القصص (قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ).
شتان بين من يجتهد فيخطئ او يتبنى أمراً اختلف الناس فيه، ومن يأتي لحرمات الله يريد ان ينتهكها ولعورات المسلمين يريد ان يكشفها ولبيوت الصالحين يريد ان يقوّضها.
لا يمكن لرمضان ان يجمع بين اهل الصلاح واهل الفسق (أمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ).
ولقد سمى الله كتابه فرقاناً، وقال ربنا وقوله الحق (وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ)
--