ترى هل أصبحت " المرأة المعاصرة " أيا كانت ديانتها وموطنها ولغتها على درجة كبيرة من الغباء وقلة العقل والضعف والاستكانة وسهولة التحكم فيها ، وهل هي اليوم بالفعل منزوعة من أي أسلحة دفاع ذاتية ، مستسلمة لكل ما يقع على دماغها من مصائب ، راضية بما يقرره بعض الرجال وأشباه الرجال المستهترون بالقيم والأخلاق والمبادئ ، هل أصبحت المرأة في مكان لا تملك فيه من أمرها شيئا ، وهل سلب منها عقلها وإرادتها ، وأين جهودها وقدراتها وطاقاتها ومؤهلاتها في التمسك بالمبادئ والقيم التي تحافظ على شخصيتها وتحمي كينونتها ، لماذا هي اليوم مستغلة أسوأ استغلال ، ومستهدفة من كل ناحية وصوب ، لماذا هي اليوم بضاعة زهيدة الثمن يتلاعب بها في كل زاوية من زوايا هذا العالم0
تساؤلات تصاعدت أمام ناظري وأنا أفكر في حال المرأة المعاصرة في كل مكان ، تساؤلات تضم كل نساء العالمين مهما كانت جنسياتهن ومعتقداتهن ولغاتهن ، فالحرب العفنة القذرة التي شنت منذ عدة عقود على بنات حواء لم تترك ولا واحدة منهن تعيش في أمان وطمأنينة ، تلك الحرب التي تهدف إلى القضاء على كيان المرأة الخاص بها الذي أراده الله لها خالقها ، وواضح جدا ما يقصده من وجهوا أسلحتهم المخربة المدمرة نحو صدر المرأة المعاصرة وعقلها وقلبها وجسدها ، فهم يريدونها سلعة رخيصة تتلاعب بها أصابعهم ترقص أمام أعينهم عارية أو شبه عارية ، يريدونها في الملاهي والمراقص والخمارات وبيوت الدعارة ، يريدونها عجينة سهلة التحكم فيها يشكلونها كما يحلو لهم ، يتاجرون بعرضها وبأخلاقها ،يريدون حرمانها من المكانة السامقة التي أكرمها الله بها ، فهم لا يحبون أن تكون أما معززة مكرمة ، ولا ابنة تعيش في كنف والديها ورعايتهما ، ولا حتى مجرد إنسانة لها كرامتها وإرادتها ، بل إنهم يجبرونها على الكثير من السلوكيات التي لا تبقي لها ولا تذر من قيمها وأخلاقها ، فهل هي غبية أم قاصرة العقل أم أنها هي نفسها تريد ما يريده لها المفسدون في الأرض000؟؟