هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر
--------------------------------------------------------------------------------
بالشكر تدوم النعم
الحمد لله عدد خلقه وزنة عرشه ومدداد كلماته ,
اللهم ربي لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا .
ولك الحمد كما نقول ولك الحمد افضل مما نقول
اللهم ربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
الحمدلله اولاً واخيراً
منا الشاكر الحامد ومنا الساخط الشاكي لنواقصه
الشكر يؤدي الى الايمان والسخط يؤدي الى الكفر والعياذ بالله
انها مسألة كبيرة
نجد انفسنا نبالغ في سرد مشاكلنا وهمومنا وان فكرنا بها وتعقلنا قليلاً لوجدناها
ما هي الا سفاسف الامور لايجب منا ان نكبر حجمها ...لاننا كلما اشتكينا بهذه
الطريقة كلما زاد ضيقنا وزاد سخط الله علينا والعياذ بالله
ان الله قد أجزل على عباده من نعمة العظيمة وأغدق عليهم من آلائه الجسيمة
فيمينه تعالى ملأى لا تغيضها نفقة سخاء الليل والنهار يقسم الارزاق ويغدق
العطايا ويرزق من يشاء بغير حساب يبتلي عباده بالنعم كما يبتليهم بالمصائب
{ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون}
والله منعم بهذا كله وفتنة السراء أعظم من فتنة الضراء وصاحبها يحتاج إلى صبر
وشكر والفقر والغنى مطيتا الابتلاء والافتتان والصبر والشكر لا زمان للعبد في
أمر الرب ونهيه وقضائه وقدره والتقوى مبنية عليهما وقد قرن سبحانه الشكر
بالايمان به فقال {ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وامنتم}.
أن الشكر هو الغاية من خلقه وأمره {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون
شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون}
ورضاه سبحانه في شكره {وان تشكروا يرضه لكم} والله خلق الليل والنهار للتفكر
والشكر {وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا}
وانقسم عباد الله إلى شكور له وكفور به {انا هديناه السبيل اما شاكرا واما
كفورا} وأهل الشكر هم المخصوصون بمنته عليهم بين عباده {وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا اليس الله بأعلم بالشاكرين} والشاكرون
لا يتزعزعون عند الفتن {ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله
الشاكرين}
كما أخبر سبحانه أنه انما يعبده من شكره فمن لم يشكره لم يكن من أهل عبادته
{واشكروا الله ان كنتم اياه تعبدون}.
وقد أثنى الله على أول رسول بعثه إلى أهل الارض بالشكر فقال {ذرية من حملنا مع نوح انه كان عبدا شكورا}
وأمر عبده موسى أن يتلقى ما اتاه من النبوة والرسالة والتكليم بالشكر فقال عز
وجل {يا موسى اني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما اتيتك وكن من الشاكرين} وقال نبيه سليمان {هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر}. وأثنى على خليله ابراهيم بشكر نعمه {ان ابراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يكن من
المشركين شاكرا لانعمه} وأمر الله به داود فقال {اعملوا آل داود شكرا} ودعا
سليمان ربه أن يكون من الشاكرين {رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي} وأمر الله رسوله محمدا بالشكر فقال {بل الله فاعبد وكن من الشاكرين} وأمر الله لقمان بالشكر فقال {ولقد اتينا لقمان الحكمة أن أشكر لله} وأول وصية وصى بها ربنا الانسان الشكر له وللوالدين فقال {أن اشكر لي ولوالديك إلي
المصير} وبالشكر أمر الانبياء أقوامهم فقال ابراهيم لقومه {فابتغوا عند الله الرزق
واعبدوه وأشكروا له}.
وبين أن الآيات والعبر لا يتعظ بها الا الشاكر قال سبحانه {كذلك نصرف الآيات
لقوم يشكرون} وأغدق علينا النعم لنثنى عليه بها قال جل وعلا {ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون} وهو وصية النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه فقد قال "يا معاذ اني أحبك فلا تدعن أن تقول دبر كل صلاة اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"، ودعاء العبد ربه أن يوافي نعم الله بالشكر من أفضل الادعية .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تأملت أفضل الدعاء فاذا هو اللهم أعني
على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ولما عرف عدو الله ابليس قدر مقام الشكر وأنه من أجل العبادات وأعلاها جعل غايته السعي في قطع الناس عنه فقال {ثم لاتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين}.
__________________