يعد شهر رمضان فرصة للتخلص من العادات الغذائية الخاطئة؛ لذلك يجب علينا أن نتعامل معه كشهر روحاني، وألا نعتبره شهراً لالتهام العديد من الأطعمة، فكثرة الطعام تؤلم المعدة، وهي بيت الداء كما في الحديث: "ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنٍ، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه"، ففي هذا الحديث إرشاد إلى كيفية التعامل مع أبداننا وصحتنا، وأن نستفيد من الصيام للشفاء من بعض الأمراض المزمنة.
الصيام علاج للسمنة والسكري
وعن ذلك تقول الدكتورة "سلوى مصطفى" ـ أستاذ الصحة العامة والتغذية بالمركز القومي للبحوث ـ : إن الصيام علاج للسمنة؛ وذلك لأن فترة الصيام طويلة، فيستطيع المريض التخلص من الدهون بشرط اتباع سنة رسول الله عليه وسلم؛ وذلك بتناول تمر عند إفطاره، ثم يقوم ليؤدي صلاة المغرب، وبعدها يتناول المسلم وجبة متوازنة تحتوي على خضار وبروتين إلى جانب السلطات الخضراء.
كما يفيد الصيام مرضى السكري من النوع الثاني، وهم الذين يحتاجون إلى تناول أدوية خاصة عن طريق الفم. فالصيام يساعد على تنظيم السكر في الجسم.
كما أنه يحد من أضرار "الشقوق الحرة free radicals" وهي نوع من أنواع الأكسجين النشط تهاجم جدران الخلايا والنواة، وقد تسبب بعض أنواع السرطان والإصابة بتصلب الشرايين. ففي فترة الصيام ينخفض التمثيل الغذائي في الجسم فتكون الشقوق الحرة في أدنى مستوياتها، وبالتالي تحمي الشرايين والخلايا. كما تؤكد الدكتورة سلوى أن الصيام فرصة للإقلاع عن العادات السيئة كالتدخين.
علاج للجهاز الهضمي والكبد
ويضيف الدكتور "محمد توفيق" ـ أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بكلية الطب جامعة القاهرة ـ: إن الصيام يساعد على علاج الكثير من أمراض الجهاز الهضمي فهو ينظم عملية الهضم ويؤدي إلى قتل معظم البكتريا في الجهاز الهضمي، وهو مفيد كذلك في علاج عسر الهضم (التخمة) وإنقاص الوزن والقرح والارتجاع؛ لذلك ننصح المرضى أثناء الإفطار بعدم ملء المعدة؛ حتى لا يؤثر ذلك على أداء عمل المعدة وقوة طحنها للطعام، مما يؤدي إلى الانتفاخ والشعور بالامتلاء الشديد، وكذلك بالنسبة للأمعاء فالصيام يمنع الانتفاخ ويقلل من حجم الدهون داخل الجدار البطني. كما أن الصيام يريح القولون؛ لعدم كثرة حركته أو تشنجه أثناء فترة الصيام، وبالنسبة للبنكرياس فالصيام ينظم وظائفه؛ لذلك يحسن كثيرا من مرضى السكر. أما بالنسبة لمرضى الكبد فإن الصيام يريح المرضى؛ حيث إن المريض يحتاج إلى راحة من الهضم؛ حتى يستطيع الكبد استرداد صحته، بعكس مرضى التليف الكبدي فإن الصيام يرهق الكبد، وننصحهم بعدم الصيام وقد جعل الله لهم رخصته.
ويختتم الدكتور "محمد توفيق" بقوله: إن الصيام يساعد على أداء العمل بدون كسل من خلال الهرمونات الجسدية التي تفرز أثناء الصيام من القناة الهضمية أو من غيرها