جلس الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في صباح أحد الأيام ، فرأوا رجلا قويا ، يسرع في السير ، ساعيا إلى عمله ، فتعجب الصحابة من قوته ونشاطه ، وقالوا : يا رسول الله ، لو كان هذا في سبيل الله
( أي : لكان هذا خيرا له )
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم موضحا لهم أنواع العمل الطيب :
[ إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله ، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين ، فهو في الله سبيل ، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله ، وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان ] .
الراوي : كعب بن عجرة المحدث : الألباني -- المصدر : صحيح الجامع -- لصفحة أو الرقم : 1428
خلاصة حكم المحدث : صحيح
فالإسلام دين العمل ، وهو للدنيا عمل ، وعمل للآخرة . قال تعالى :
{ وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين }.
[ القصص : 77 ] .
وقد أمر الله -- سبحانه -- بالعمل والسعي في الأرض والأكل من رزق الله ، فقال تعالى :
{ هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور }.
[ الملك : 15].
حث الرسول صلى الله عليه وسلم على العمل ، فقال :
[اعملوا فكل ميسر لما خلق له ، أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة ، وأما من كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاوة ] .
الراوي : علي بن أبي طالب المحدث : البخاري -- المصدر : صحيح البخاري -- لصفحة أو الرقم : 4949
خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]
وكان الأنبياء جميعا -- عليهم الصلاة والسلام -- خير قدوة لنا في العمل والسعي ، فما من نبي إلا ورعى الغنم ، وكان لكل نبي حرفة وعمل يقوم به ، وقد شارك النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الأعمال المختلفة ، ولم يتميز عليهم كما حدث في بناء المسجد أو حفر الخندق
فكان يحمل التراب والأحجار .
وللعمل والسعي على الرزق آداب يجب على كل مسلم أن يتحلى بها ، منها :
استحضار النية
التبكير
الجد في العمل إتقان العمل
التواضع
عدم الانشغال بعمل الدنيا عن العبادة والطاعة
الأمانة .