شكر النعم
* إن الشكر نصف الإيمان ، والصبر نصفه الثاني ،
وإن المؤمن يعيش شاكرا لأنعم الله ، ويحيا صابرا على أقدار الله ،
حيث يبدأ يومه مقرا بنعم الله عليه ومعترفا بفضله الذي أسداه إليه بقوله :
{ اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر }
أخرجه أبو داود . ويختم به يومه كذلك .
-- وهو عبادة عظيمة ومنحة ربانية كريمة ، الله يهبها -- وجل عز -- لعباده المسلمين ،
ويجمل بها أولياءه المخلصين .
-- وحقيقة الشكر :
ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناء واعترافا ،
وعلى قلبه شهودا ومحبة ، وعلى جوارحه انقيادا وطاعة .
-- وقد قسم الله تعالى الناس إلى شكور وكفور ؛ فأبغض الأشياء إليه الكفر وأهله ،
وأحب الأشياء إليه الشكر وأهله كما قال سبحانه :
{ إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا } [ الإنسان : 3] .
-- وجعله الله عز وجل غاية خلقه وأمره ، وأثنى على أهله ،
ووعدهم أحسن الجزاء وموفور العطاء ، وهيأه سببا للمزيد فضله من ، وحارسا لنعمه .
-- إن المحافظة على النعمة تستلزم دوام شكرها وكثرة ذكرها ؛
تحدثا بفضل الله وإظهارا لمزيده ، كما تستلزم البعد عن مزيلات النعم
وجالبات النقم من نسبة الإنعام إلى غير باذله والفضل إلى غير أهله ،
فينسى المرء ربها ومسببها وينسبها إليه غرورا وكفرا ،
كما فعل قارون حينما نسب نعمة الله عليه إلى نفسه فقال : بغرور
{ إنما أوتيته على علم عندي } [ القصص : 78] .