* كيف نجمع بين هذه الآية والحديث؟
- كيف نجمع بين قول الله تعالى
وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
﴿الأعراف: ٤٣﴾
وبين قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله ).
رواه البخاري (5673)، ومسلم (2816) واللفظ له، وغيرهما.
- ومعناه أنه لا يستحق أحد على الله أن يدخل الجنة عوضاً عن عمله،
فعمله لا يكافئ نعمة واحدة من نعم الله عليه في الدنيا،
فضلاً عن أن يكون ثمناً للجنة وعوضاً لها.
- لكن هذا لا ينفي قطعاً أن يكون العمل الصالح سبباً لدخول الجنة،
فمن المعلوم أن أهل الجنة دخلوها بسبب أعمالهم الصالحة التي جعلتهم أهلاً لأن يرحمهم الله،
وأن أهل النار دخلوها بسبب أعمالهم الفاسدة التي جعلتهم أهلاً لأن يعذبهم الله ويبعدهم عن رحمته.
- إذاً: الأعمال الصالحة سبب، لكنها ليست عوضاً.
فالحديث نفى كونها عوضاً، فلن يدخل أحد الجنة بعمله المجرد؛
لأن عمله لا يكفي لتحصيل هذه المنزلة مهما عظم،
حتى عمل الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال:
( ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة )،
أخرجه البخاري ومسلم (2816) واللفظ له.
- والآية الكريمة بينت كونها سبباً من أسباب الظفر برحمة الله والجنة،
ولذلك قال سبحانه:
( إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم ) البقرة : 218.
- وبذلك يتبين أن الآية والحديث يسيران على سنة الوفاق والانسجام - والحمد لله -
( ولو كان من عند غير الله