كل يوم امر من هذا الشارع ..كنت لا أعرفه من قبل
لكن ظروف عملى ..تحديدا فى اخر هذ الشارع
اعطانى الفرصه ..بان امر كل يوم من هذا الشارع
المليء بالمكتبات والكتب التاريخيه ..والادبيه
وكنت كل يوم اشترى كتاب ....
لآننى اعشق الكتابه وقراءة الكتب .......
لفتت نظرى ذات يوم ..فتاه صغيره انها حقا بنت جميله
ووجهها ابيض ملائكى وشعرها أسودا طويلا ..وعيناها ساحره
انها لعين يشتاق ان يراها وينظر اليها كل عاشق
وكل محب للعيون الجميله ..........
لفت نظرى شكلها وكل هذا الجمال وهى ..ترتدى ملابس رديئه جدا
وليس فى قدميها سوى غبارا من تراب الطريق .........
وتنظر للمحل اللذى اقف امامه مباشرة ....
وكل يوم هكذا .......
حتى قررت ان اتحدث اياها ..وسالتها لماذا تنظرين هكذا؟
ومن انتى ؟ واين تسكنين؟..اسئله كثيره طرحتها عليها
واخيرا بعد مانظرت اليه فى حيره ودهشه كبيره .......
قالت ..اسمى .مروه ..ومش متعلمه ..وعندى 9سنين
وبحب الكتب ونفسى اقرأ واكتب ......
وأبقى زى الاطفال اللى بيروحو المدرسه
وسالتها اين منزلك ايتها الطفله الجميله ................
شاورت هنااااااااااك اخر الشارع ......
فى حاره ضيقه منزل قديم جدا ايل السقوط والانهيار ..
وذهبت معها وانا اسئل نفسى لماذا كل هذا الاهتمام ..بهذه البنت الصغيره؟
ولماذا أمسكت يدها واحببتها هكذا ..؟
هل انا اشفق عليها ..ام معجب بها ؟...ولجمالها ولعشقها للكتابه والقراءه مثلى ..
وذهبت للمنزل وانا مشاقا لرؤيت اسرتها ..رأيت شقيقها الصغير
يلعب امام منزلها ..وصعدت معها لاعلى .......................
وأيت والدتها مريضه ..مرهقه ومتعبه من كثرة العمل طوال النهار
لتوفير الطعام والشراب والسعاده لوالديها ...والتزمت الفراش لايام
ليست كثيره ....وبدأت اساعد هذه الاسره المهدده بالضياع
وحزنت حزنا شديدا عندما رأيت ..فتاتى الصغيره فى اشارات المرور
تمد يدها كى تأخذ اللى فيه النصيب .....ووعدتها بأن اتكفل بها
وبمصاريف شقيقها وبعلاج والدتها .................................
وبذلت قصارى جهدى لتلتحق فتاتى الصغيره بمدرسه ..كى تتعلم
وأكتشفت مؤخرا ان والد مروه قد توفى اثر حادث سياره ..
وهو يعبر الطريق ..وصارحتنى والدتها ان كل مصاريف التعويض قد انتهت
وكنت دائما اذهب كى اطمئن قلبى على فتاتى بالمدرسه .....
وقالت لى ذات يوما ..عايزه اعرف اكتب كلمة (احبك )
وعلمتها ازاى تكتب كلمة ..احبك ........................
ورأيت نظره البهجه والسرور والفرح فى عيون صغيرتى الجميله
وقلت لها وانا ذاهب معها لشراء كتب ادبيه ..سوف اغيب عنكى اياما بل شهور
سوف اذهب مع زملائى للعمل فى فرع الشركه بالاسكندريه
وبعد نظرات الفرح ..وجدت فتاتى تبكى ......وهى تمسك يداى
لاتتركنى وحدى هكذا ..............................................
وسافرت لظروف عملى وهى تعلم باننى سوف اقابلها كى اودعها
لكننى لااريد ان ارى ..الدموع فى عيون صغيرتى الجميله ....................
بعد ايام وشهور ..وانا كل تفكيرى وانا عائد..فى مروه عامله ايه
وياترى بتعمل ايه ............لماذا كل هذا الحب والتفكير بهذه البنت الصغيره؟
واول حاجه عملتها اول ماوصلت القاهره هى...........
ذهابى لمنزلها كى اطمئن قلبى عليها ..لقداوحشنى ان اتحدث اياها
ودون ان امر على منزلى واطمئن اهلى واسرتى عليى..ذهبت اليها مسرعا
رأيت شقيقها ..عبد الرحمن امام المنزل يبكى كغير عادته المرحه امام المنزل
وثم اتجهت مسرعا الى داخل غرفتها رأيت والدتها ..مريضه
لاتقدر على السير بقدمها ..ورأتنى ظلت تبكى كثيرا دون ان تتوقف
سألتها ..اين مروه ..فتاتى الجميله اين صغيرتى .............؟
قالت ...................لقد رحلت مروه ..................................................وتركت لك هذا
كانت مريضه ..بين الحياه والموت تتألم من شدة التعب .........
وهى تسأل عنك كثيرا ..اين انت؟ وتقول لماذالايودعنى ..
كانت نفسها تشوفك ..ماتت عشان ملحتقهاش ..ولما روحنا مشتشفى خصوصى
كان عليا ان ادفع رسم دخول على الاقل 1000 جنيه ...ولما وصلت البيت ..ماتت
تركت المنزل بصمت رهيب وشعور غريب ..وقد ملآنى الحزن فى قلبى
لقد رحلت صغيرتى ........وقد فتحت كى اعرف ماذا تركت لى هذه الطفله ؟
وما بداخل هذه العلبه ...ورأيت بداخلها منديلا كبيرا عباره عن قطعة قماش
وفتحتها _...رأيت كلمة ...................احبك ..بلون الدم الاحمر ........
كتبتها وهى جريحه وتتألم من شدة المرض ..وهى تبكى ألما وحزنا على ألمها
هذه الكلمه ..هى اول كلمة ...احبك ..اسمعها واراها_...اول كلمة حب حقيقى
لقد رحلت صغيرتى التى كانت تريد الدنيا فقط كى تشعر بدفء الاحساس
بالحب والوفاء والامان ..................................................................................
مجدى كرم
المؤلف
27/8/2010