بسم الله الرحمن الرحيم
يقول بعض المؤلفين: إن الشدائد – مهما تعاظمت وامتدت-لا تدوم على أصحابها،
ولا تخلد على مصابها،
بل إنها أقوى ما تكون اشتداداً وامتداداً واسوداداً،
أقرب ما تكون انقشاعاً وانفراجاً وانبلاجا، عن يسر وملاءة،
وفرج وهناءة، وحياة رخيَّة مشرقة وضّاءة،
فيأتي العون من الله والإحسان عند ذروة الشدة والامتحان،
وهكذا نهاية كل ليل غاسق فجر صادق.
كرب ومطر وجوع
عن أبي قلابة المحدث، قال: ضقت ضيقة شديدة،
فأصبحت ذات يوم، والمطر يجيء كأفواه القرب، والصبيان يتضوَّرون جوعاً، وما معي حبة واحدة فما فوقها، فبقيت متحيَّراً في أمري. فخرجت، وجلست في دهليزي،
وفتحت بابي، وجعلت أفكر في أمري، ونفسي تكاد تخرج غماً لما ألاقيه،
وليس يسلك الطريق أحد من شدة المطر.
فإذا بامرأة نبيلة، على حمار فاره، وخادم أسود آخذ بلجام الحمار، يخوض في الوحل، فلما صار بإزاء داري، سلم، وقال: أين منزل أبي قلابة؟ فقلت له: هذا منزله، وأنا هو.
فسألتني عن مسألة، فأفتيتها فيها، فصادف ذلك ما أحبّت،
فأخرجت من خفّها خريطة، فدفعت إليّ منها ثلاثين ديناراً.
ثم قالت: يا أبا قلابة، سبحان خالقك،
فقد تنوق في قبح وجهك، وانصرفت
بعد فساد الزرع
قال بعض العلماء: رأيت امرأة بالبادية،
وقد جاء البَرَدُ فذهب بزرعها، فجاء الناس يعزّونها فرفعت رأسها إلى السماء،
وقالت: اللهم أنت المأمول لأَحسنِ الخلف وبيدك التعويض مما تلف،
فافعل بنا ما أنت أهله، فإنّ أرزاقنا عليك وآمالنا مصروفة إليك،
قال: فلم أبرح حتى مرّ رجل من الأَجِلاء، فحدّث بما كان؛
فوهب لها خمسمائة دينار، فأجاب الله دعوتها وفرَّج في الحين كربتها
اللهم فرج كل هم وأشفي كل مريض