خبراء يحذرون من عواقب الإغراق في ركوب موجة الـ”فيس بوك”
كاتب الموضوع
رسالة
ريماس مراقب
عدد المساهمات : 78 نقاط : 204 تاريخ التسجيل : 09/12/2009
موضوع: خبراء يحذرون من عواقب الإغراق في ركوب موجة الـ”فيس بوك” السبت ديسمبر 26, 2009 12:29 am
بسرعة أذهلت المراقبين والمحللين، ارتفع عدد المشتركين في موقع “فيس بوك” الاجتماعي إلى 350 مليوناً ينتمون إلى دول العالم كلها. وأشارت إحصائيات حديثة إلى أن مرتادي الموقع يهدرون 10 مليارات دقيقة كل يوم وهم يتفرّسون صور الأصدقاء أو يكتبون الرسائل على جدرانهم الافتراضية. ويمكن لهذه الأرقام الدقيقة أن تثبت ببساطة بأن الخوض في “فيس بوك” أصبح يمثّل نوعاً من الإدمان، ومجالاً للانصراف عن أداء الواجبات الدراسية والوظيفية والعائلية.
تروي المحللة الاجتماعية كاتي هافنير في مقال نشرته صحيفة “إنترناشونال هيرالد تريبيون” قصة طالبتين في مدرسة ثانوية بمدينة سان فرانسيسكو قررتا رسم خطة “للإقلاع” عن عادة الإبحار الفوضوي غير المنظّم في موقع “فيس بوك”. وتقول إحداهن وتدعى هالي وتبلغ من العمر 17 عاماً : “لاحظنا أننا نهدر وقتاً طويلاً في تصفح فيس بوك؛ وبات من الأفضل بالنسبة لنا أن نقلع عن هذه العادة”. واتفقت الصديقتان على تنظيم عملية الدخول إلى الموقع بحيث تقتصر على يوم واحد حددتاه بأول يوم سبت من كل شهر، وفي ذلك اليوم فحسب. وهاتان الطالبتان من بين عدد كبير من المراهقات والمراهقين الذين لاحظوا الضرر الكبير الذي يمكن لموقع “فيس بوك” أن يسببه من ناحية الوقت المهدور من كل يوم وما يترتب على ذلك من تأخّر وتقصير في التحصيل الدراسي. وكثيراً ما اشتكى الأساتذة والطلاب وأولياء الأمور من هذه الظاهرة. تعمل الطالبتان ضمن مبادرة شخصية أطلقتاها مؤخراً على تأسيس جمعية لتشجيع بقية الطلاب على التخفيف من الإبحار في الموقع وتخفيض حجم المراسلات عبره.
تغيير كلمة السر
عمد بعض الطلاب إلى تغيير كلمة السرّ حتى يتسنّى لهم تخفيض أعداد مراسليهم. ورفضت إدارة موقع “فيس بوك” الكشف عن أعداد المشتركين الذين عمدوا إلى إغلاق الموقع على حواسيبهم إلا أن الإخصائية النفسية كيمبرلي يونج التي تشغل منصب مديرة مركز معالجة الإدمان على الإنترنت في برادفورد بولاية بنسيلفينيا قالت إنها تحدثت مع عشرات المراهقين والمراهقات الذين أعربوا عن رغبتهم في التخلّص من عادة إدمان “فيس بوك”.
وتقول يونج في وصفها لهذه الظاهرة: “إن الإدمان على فيس بوك لا يختلف عن بقية أنواع الإدمان وحيث يكون من العسير الإقلاع عنه”. وتنصح يونج المراهقين الذين سارعوا لرسم خطة للتخلص من إدمان “فيس بوك”، إلى الاكتفاء باختيار التطبيقات الخاصة التي لا تنطوي على الإدمان بدلاً من التوقف النهائي عن الإبحار في الموقع. وفسرت هذا التوجّه بقولها: “لا يمكن للمرء أن يتخلّى عن تناول الأغذية ولكن يكون في وسعه أن يحسن اختيارها بما لا يضرّ بصحّته”.
وبسبب تفاقم المشكلة، اتخذت بعض الدول إجراءات وقائية للحدّ منها، حيث عمدت مدينة زيوريخ السويسرية في شهر أغسطس الماضي لفرض حظر على دخول موظفيها الحكوميين إلى موقع فيس بوك الاجتماعي باستخدام أجهزة الكمبيوتر التابعة للمكاتب. وذكرت وسائل الإعلام هناك أن هذه الخطوة جاءت بعد أن منحت بلدية مدينة زيوريخ موظفيها “فرصة أخيرة” في شهر أبريل الماضي لتخفيض معدل الوقت الذي يقضونه أثناء الإبحار في الموقع وعدد مرات زيارته. وعندما لم يستجب الموظفون للتحذير قررت سلطات المدينة حجب الدخول إلى الموقع. وذكرت تقارير أنه على الرغم من أن عدد الزيارات انخفض في بداية الأمر، إلا أن أشهر الصيف شهدت زيادة في عدد زيارات موظفي مدينة زيوريخ لموقع فيس بوك. وشمل الحظر الذي فرضه مجلس المدينة، مواقع الشبكات الاجتماعية المشابهة مثل “تويتير”. ويستطيع الموظف في حال احتياجه لاستخدام الموقع لأغراض العمل، أن يطلب موافقة خاصة على ذلك.
موقف معارض
يعارض بعض الباحثين الاجتماعيين وضع مثل هذه القيود على سلوكات الموظفين الرقمية. وفي هذا الصدد، أكد باحث أسترالي أن إدارات العمل التي تحاول منع الموظفين من تصفح الإنترنت على أجهزة الكمبيوتر إما لمشاهدة المدونات الإلكترونية أو للتسوق الإلكتروني أو ممارسة أنشطة اجتماعية أو استخدام الإنترنت لأغراض شخصية أخرى، ترتكب بذلك خطأً.
وتحاول حوالي 25 من الشركات الأسترالية منع موظفيها من الدخول إلى شبكة الإنترنت خلال فترات العمل بإغلاق مواقع “يو تيوب” و “فيس بوك” والمواقع الترفيهية الأخرى. وهددت بعضها بمعاقبة المتصفحين الذين يعمدون إلى تجاهل هذا الحظر. ويقول برينت كوكر من جامعة ميلبورن إن “الأشخاص الذي يتصفحون الإنترنت من أجل التسلية خلال وقت العمل وبحد معقول لأقل من 20% من وقت العمل يكونون أكثر إنتاجية بنسبة 9% من أولئك الذين لا يقومون بذلك”.
وليس الـ”فيس بوك” هو الموقع الوحيد الذي يدمن عليه المراهقون ومجتمع الطلاب؛ حيث يعد الموقع الإلكتروني الناطق باللغة الفرنسية “أونفاسورتير دوت كوم، بيئة مثالية لتنمية هذه النزعة لأنه يهدف إلى مساعدة الأشخاص على وضع خطط عملية مناسبة وملموسة من أجل الاستمتاع بالأنشطة مع الآخرين الذين يشاركونهم نفس الاهتمامات.
وينطبق هذا المفهوم على جميع أنواع الأنشطة والهوايات المشتركة ابتداء من ممارسة لعبة حلّ الألغاز اللفظية التي تعرف باسم “سكرابل”. ومن بين الاهتمامات المشتركة المتبادلة على صفحات الموقع الإلكتروني الفرنسي على سبيل المثال، تبادل الأزياء النسائية بمختلف مقاييسها وتصميماتها، وقد يستخدم أحد المشاركين الموقع ليعرض المساعدة في تصليح الدراجات، وتوجد مجموعة تكونت داخل الموقع تنظم لقاءات خارجية مساء كل سبت للذهاب إلى دور السينما بينما تنظم مجموعة أخرى لقاءات رياضية لممارسة التزلج صباح كل أحد داخل أحد المتنزهات يعقبها الجلوس على مقهى. ويوحي كل هذا بأنه بات من الملحّ أن يعمد الباحثون الاجتماعيون لإطلاق دراسات جدّية للوقوف على المستوى الحقيقي للأخطار التي تحدق بجيل المراهقين والطلاب بسبب الفترات الزمنية الطويلة التي يقضونها في الإبحار ضمن مواقع الشبكات الاجتماعية وخاصة منها “فيس بوك”.
اتمنى المشاركة تعجبكم
ريماس
خبراء يحذرون من عواقب الإغراق في ركوب موجة الـ”فيس بوك”